الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٥ - الصفحة ٥٢
القوم، فما بقي أحد إلا امتلأت عينه من الحصا. وفي رواية: وأفواههم، ومناخرهم، ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم، ويأسرونهم (1). فابن عباس إنما يطبق الآية على هذا العمل الاعجازي.
الملائكة في بدر: وقد أمد الله المسلمين بالملائكة لتثبيت قلوبهم، وفي كونهم حاربوا خلاف. وظاهر القرآن ربما لا يساعد عليه حيث يقول تعالى: (وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم) الأنفال / 15.
ولكن ثمة آية أخرى تشير إلى اشتراكهم بالقتال، وهي قوله تعالى في سورة الأنفال / 12: (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا، سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب، فاضربوا فوق الأعناق، واضربوا منهم كل بنان).
هذا إذا كان قوله تعالى: فاضربوا إلخ خطابا للملائكة، كما لعله الظاهر، وإن كان خطابا للمقاتلين من الناس، فلا دلالة في الآية على ذلك أيضا.
ومهما يكن من أمر، فإن الملائكة كانوا يتشبهون بأمير المؤمنين علي " عليه السلام " (2).

(١) البحار ج ١٩ ص ٢٢٩ عن تفسير الثعلبي، والمناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ١٨٩، وليراجع الحلبية ج ٢ ص ١٦٧.
(٢) البحار ج ١٩ ص ٢٨٥ عن المناقب. ويروي الآخرون: أنهم كانوا على هيئة الزبير الذي كان عليه عمامة صفراء فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر كما في المستدرك للحاكم ج ٣ ص ٣٦١، وحياة الصحابة ج ٣ ص ٥٨٦ عنه، وعن كنز العمال ص ٢٦٨ عن الطبراني وابن عساكر، ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٨٤، ولكن يعكر على هذا ما في دلائل النبوة لأبي نعيم ص 170، وحياة الصحابة ج 3 ص 586 عنه من أن الملائكة كان عليهم يوم بدر عمائم بيض.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 57 58 ... » »»
الفهرست