نبيهم في كربلاء.
وأخيرا، فقد روى أحمد حديث ابن عمر، الذي يقدم فيه أهل بدر من المهاجرين على أهل بدر من الأنصار (1).
وقد تقدم جانب مما يتعلق بهذا الموضوع في فصل: سرايا وغزوات قبل بدر، حين الكلام عن سر إرسال المهاجرين في السرايا في أول الأمر، فلا غنى لمن أراد استكمال هذا البحث عن مراجعة ذلك الموضع.
3 - ومن الجهة الثانية، فإن قريشا تريد أن تلقن الأنصار في حرب بدر درسا لن ينسوه، حتى لا يعودوا لمثلها من الممالاة لأعدائها، ويكفي الأنصار ذنبا بالنسبة لقريش أنهم مكنوا للمسلمين: أن يبلغوا هذا القدر من القدرة والشوكة، حتى لقد طلب أبو جهل - الذي كان يثق أولا بالنصر -:
أن لا يفلت من أيدي أهل مكة أحد من اليثربيين.
أضف إلى ذلك كله: أن أهل المدينة كانوا قحطانيين، أما أهل مكة فعدنانيون لماذا أهل البيت أولا:
ولعل كل ما قدمناه آنفا وسواه هو السر في تقديمه (ص) أهل بيته في الحرب، لتكون التضحيات منه، وفي نفسه، وأهل بيته أولا. ولا ينسى التاريخ مواقف علي " عليه السلام "، ولا بطولات حمزة، وجعفر وسواهما ممن أخلص لهذا الدين من خيرة الصحابة، فكان هؤلاء أعني عليا، وأهل بيته (ع) هم الدرع الواقي، وبهم حفظ الله الدين، وخفف بذلك من حقد قريش الذين كانوا في الغالب أعداء لهذا الدين وأهله على الأنصار، وذلك حفاظا على مستقبل الأنصار، لان أحقاد قريش عليهم وعلى الاسلام قد تركت في المستقبل أثرها المرير والبغيض.