ثم رده بأن حارثة كان أول قتيل بسهم لم يدر راميه (1).
ولكن من الواضح: أن ذلك ليس إلا تلاعبا بالألفاظ، فإنه إذا قيل:
فلان أول قتيل من المسلمين، أو في بدر مثلا، لا ينظر في ذلك إلى آلة قتله، أو إلى بلده، أو نسبه. وإلا لقال أول قتيل من المهاجرين مثلا، أو من الأنصار، أو بسهم، أو نحو ذلك، فإن هذا هو الأنسب والأوفق بمراده.
ولو صح كلام الحلبي، فيرد سؤال، وهو: لماذا يطلق على مهجع دون غيره - مثل عمير بن الحمام أو عبيدة، أو حارثة بن قيس - لقب سيد الشهداء؟! وما هو وجه اختصاصه بهذا اللقب دون هؤلاء؟! فهل لأنه كان قد عانى في سبيل الله ما لم يعان غيره؟! أم لأنه كان يمتاز عنهم بفضائل أخلاقية ونفسانية؟! أم لأنه كان مولى لعمر بن الخطاب؟! وقد كان لابد من أن تكون له فضيلة لم ينلها إلا سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب والحسين بن علي (ع)؟! لا ندري ولعل الفطن الذكي يدري!!
ذو الشمالين:
واستشهد في بدر ذو الشمالين (سمي بذلك لأنه كان يعمل بيديه جميعا) واسمه عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان (2).
وتذكر هنا قضية سهو النبي (ص)، واعتراض ذي الشمالين عليه.