ويدل على ما نقول: أن سعد بن معاذ يسأل النبي (ص): لعلك خرجت على أمر قد أمرت بغيره، فقال (ص): نعم. فهذا يدل على أن أمر الحرب مقضي ومأمور به من قبل الله تعالى، فليست استشارته (ص) لهم إلا لما قلناه هنا، وقدمناه، وسيأتي في غزوة أحد.
2 - حرب قريش هو الرأي:
ومن الواضح: أن الرأي الحق هو حرب قريش، كما أراد الله ورسوله، وذلك لان الامر يدور بين:
أن يرجع المسلمون دون أن يتعرضوا للعير، ولا لقريش. وفي ذلك هزيمة روحية ونفيسة واضحة للمسلمين، وإطماع لغيرهم بهم، من المشركين، واليهود والمنافقين.
أو أن يطلبوا العير فيدركوها، فيأخذوها، بعد قتل أو أسر رجالها.
ولن تسكت قريش على هذا الامر، بل هي سوف تتعرض لحربهم على أوسع نطاق. وقد تتمكن من مهاجمة المدينة قبل رجوع المسلمين إليها، وتقوم بإنزال الضربة القاصمة بالمسلمين، فإن قريشا وهي بهذه العدة والعدد لن تسكت عن أمر كهذا، بل سوف تحاول رد هيبتها، والثأر لكرامتها.
فلم يبق إلا خيار واحد، وهو أن يقفوا في وجه قريش بعد أن يعرضوا عليها عروضا مقبولة، وعادلة، ومعقولة.
إذن، فحرب وقتال قريش هو الخيار الأفضل والأمثل في ظروف كهذه، ولا سيما إذا طلبوا العير، وربما يوجب ذلك أن يزيد الامر تعقيدا وإشكالا بالنسبة إلى المسلمين بما لا قبل لهم به.
وتكون النتيجة هي أنه إذا أراد المسلمون العيش في عزة ومنعة، وأن لا يطمع بهم من حولهم، والمشركون، واليهود، والمنافقون، فلابد