ينسجم أيضا مع محبتهم للسلامة والحياة، ومع مصالحهم الاقتصادية.
وذلك يعوض ما يرونه في رجوعهم عن حربه من تنازل، واعتراف بقوته وشوكته.
مع إمكان تلافيهم ذلك بإظهار بعض الاعذار التي تحفظ لهم ماء الوجه بحسب نظرهم.
ولكن طغيان قريش، وغطرستها يأبيان عليها الانصياع للمنطق الواعي، والرأي السليم، فتصر على الحرب والقتال، ومواجهة نتائجنا الساحقة لها ولكبريائها الزائف، وصلفها الأحمق والمقيت.
جيم: النبي (ص) لا يبدأ القتال:
ثم إننا نجد: أن النبي (ص) لا يبدأ القتال، ويأمر المسلمين أن لا يبدأوا به، ويحاول أن يعطي الطرف الآخر الفرصة، ويقدم له خيارات كلها فيها مخرج مشرف له، فإذا أبي ذلك، وطغى وبغى، واعتدى على المسلمين، فإن من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم، وأن يردوا كيد المعتدي، من كان، ومهما كان.
وهكذا كان أمير المؤمنين (ع) مع أعدائه، سواء في حياة النبي " صلى الله عليه وآله "، أو بعد وفاته. بل إن ذلك كان هو شعار شيعة أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم، اقتداء بإمامهم، الذي يقتدي بالنبي الأعظم (ص). ولسوف تأتي الإشارة إلى ذلك حين الحديث حول خصائص الشيعة بعد الانتهاء من غزوة بدر مع أبحاث أخرى في فصل:
" بحوث ليست غريبة عن السيرة " إن شاء الله تعالى. وقد تقدمت أيضا إشارة إلى ذلك.
النبي (ص) في العريش:
ويقولون: إنهم صنعوا للنبي " صلى الله عليه وآله " عريشا من جريد