وإن حربه لأعتى القوى وأكثرها تلاحما وتعاضدا بأشواب من الناس، لم يكن في معركة واحدة، ليقال: إنها ربما تكون صدفة، خاضعة لبعض العوامل والظروف الاستثنائية، بل استمر ذلك عدة سنوات. ولعل إلى ذلك يشير قوله تعالى: ﴿وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم﴾ (1).
موقف معاوية من أهل بدر:
وأخيرا.. فإننا نجد لمعاوية موقفا سياسيا من أهل بدر، وذلك في قضية التحكيم في صفين، حينما رفض أن يحكم رجلا من أهل بدر، وقال: " لا أحكم رجلا من أهل بدر " (2).
ولعل ذلك يرجع إلى أنه كان يعلم: أن كثيرا منهم كان ملتزما بأحكام الشريعة، صلبا في ذات الله، ويرفض المساومة والمداهنة في الدين.
وقبل الحديث عن أحداث ما بين بدر وأحد، لا بأس بأن نتكلم عن بعض الموضوعات التي ترتبط بما تقدم بنحو من الارتباط والاتصال، وذلك في ضمن الفصل التالي.