عداوتهم للمسلمين. وحتى لا يبلغ المسلمين حزنهم، فيشمتوا بهم.
وحرم أبو سفيان الطيب والنساء على نفسه، حتى يغزو محمدا.
وكذلك كان موقف زوجته هند، التي اعتزلت فراشه وامتنعت عن الطيب.
ولما رجع المشركون طلبوا من أصحاب العير: أن يواسوهم في تلك العير، فأنزل الله تعالى: (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة).
وقيل: نزلت هذه الآية في المطعمين في غزوة بدر، الذين كانوا ينحرون الجزر حسبما تقدم، ولعله هو الأنسب والأوفق بمفاد الآية.
عودة ظفر:
وأرسل النبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " يبشر أهل المدينة بالنصر المبين، فلم يصدق البعض ذلك في بادئ الامر، ثم تأكد لديهم أنه حق، ففرح المؤمنون، واستقبلوا الرسول فرحين مسرورين.
ويقولون: إن زيد بن حارثة كان هو البشير، فلم يصدقه الناس حتى اختلى بولده أسامة، وأكد له ذلك.
وهذا لا يصح، لان أسامة كان حينئذ طفلا، لا يتجاوز عمره العشر سنوات.
وفي الطريق إلى المدينة فقد المسلمون رسول الله (ص)، فوقفوا.
فجاء " صلى الله عليه وآله وسلم " ومعه علي " عليه السلام ".
فقالوا: يا رسول الله، فقدناك؟
فقال: إن أبا الحسن وجد مغصا في بطنه، فتخلفت عليه (1).