هبته، وزغت عنه، فقال: إلى أين يا ابن الخطاب، وصمد له علي فتناوله. فوالله ما فارقت مكاني حتى قتله.
وكان علي " عليه السلام " حاضرا: فقال:
اللهم غفرا، ذهب الشرك بما فيه، ومحا الاسلام ما تقدم، فمالك تهيج الناس علي؟!
فكف عمر. فقال سعيد: أما إنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب (1).
فهذه الرواية التي تتضمن نجاة عمر على يد علي (ع)، ليس فيها:
أنه قتل خاله العاص بن هشام، والذي لم يكن خالا له - كما قلنا - أو على الأقل يشك كثيرا في هذه الخؤولة.
وفي هذه الرواية دلالات أخرى لا تخفى، ولا سيما في كلام علي " عليه السلام "، وسعيد، فليتأمل المتأمل في ذلك.
إشارة:
ويلاحظ: أن حرب بدر وأحد وغيرها قد أثرت في قلوب القرشيين أثرا بعيدا حتى " قيل: كانت قريش إذ رأت أمير المؤمنين في كتيبة تواصت خوفا منه.
ونظر إليه رجل، وقد شق العسكر، فقال: قد علمت أن ملك الموت في الجانب الذي فيه علي " (2).