وبعد هذا، فإن من الطبيعي: أن يترك ذلك أثرا على محاولات قريش للتحالف مع القبائل ضد المسلمين، ويخفف من تحمس كثير منها إلى عقد مثل هذه التحالفات معها.
النجاشي يفرح لنتائج بدر: ولما أوقع الله تعالى بالمشركين يوم بدر، واستأصل وجوههم ورؤساءهم، عرف النجاشي بالامر من عين له، ففرح فرحا شديدا، وجلس على التراب، ولبس ثيابا خلقه، لأنه أراد شكر الله لأجل هذه النعمة، وبشر المسلمين بذلك (1).
كلمة أخيرة:
ونشير هنا أيضا: إلى أن من إعجاز الاسلام: أنه (ص) قد حارب أعتى القوى بأشواب من الناس، لا تشدهم ولا تجمعهم أية رابطة سوى رابطة الدين، وأمامهم عدو تشده إلى بعضه البعض عصبيات وأواصر مختلفة، ومصالح مشتركة، وليس من الطبيعي أن يتحقق النصر لقوم هم أشواب من الناس على فئة تكون على عكس ذلك تماما، ولأجل ذلك قال عروة بن مسعود الثقفي للنبي (ص) يوم الحديبية: " وإن تكن الأخرى (أي الحرب) فإني لارى وجوها، وأرى أشوابا من الناس، خليقا أن يفروا عنك " (2). وهذا النوع من الناس هم الذين اعتبرهم أمير المؤمنين " عليه السلام " الغوغاء، الذين إذا اجتمعوا ضروا، وإذا تفرقوا نفعوا (3).