ولربما يكون هذا هو السر في تبديلهم كلمة " يثرب " بكلمة " مكة " في الشعر المنسوب إليه، وهو الدالية المتقدمة.
وإذا كان ذلك القول قد قيل في مكة أو بالقرب منها، فلا يعقل أن يكون ذلك بعد الهجرة، وذلك لان الأعشى كان يسكن: " منفوحة " باليمامة، والطريق بينها وبين المدينة مستقيم لا يمر على مكة، والمرور على مكة لا يكون إلا بقصد مستقل لها، إذ لا يعقل سلوك طريق دائري كهذا لمن يريد المدينة.
ولعل فيما ذكرناه كفاية.
لا تدرج في تحريم الخمر:
وفي مجال آخر نقول:
إنه ليس ثمة تدرج في تحريم الخمر كما ادعاه بعضهم (1)، وإنما حرمت بشكل نهائي وقاطع في مكة، ثم صارت تحصل تعديات ومخالفات، فكان يتكرر النهي عنها لأجل تلك المخالفات في الموارد الخاصة.
ويظهر ذلك من ملاحظة خصوصيات الآيات والموارد التي نزلت فيها.
والظاهر: أن إلف الناس للخمر، وحبهم لها، والتذاذهم بها - مع أنهم يدركون مساوئها - يدل على أن تركها كان صعبا عليهم، لانهم يرون أن ذلك لسوف يفقدهم لذة تحبها نفوسهم، وأليفا تهفو إليه قلوبهم.
ولذلك تراهم يسألون عنها، ويكررون السؤال، ويجيبهم القرآن