وأجاب الحلبي: بأنه لا مانع من إبقاء السمع على حقيقته، لأنه إذا قوي تعلق أرواحهم بأجسادهم أمكنهم أن يسمعوا بحاسة سمعهم، لبقاء محل تلك الحاسة.
والسماع المنفي في الآيتين هو السماع النافع، وقد أشار السيوطي إلى ذلك فقال:
سماع موتى كلام الله قاطبة * جاءت به عندنا الآثار في الكتب وآية النفي معناها سماع هدى * لا يقلبون ولا يصغون للأدب لأنه تعالى شبه الكفار الاحياء بالأموات في القبور في عدم انتفاعهم بالاسلام النافع (1).
مهجع سيد الشهداء:
ويقولون: إن مهجع (مولى لعمر) هو أول من خرج بعد أن اصطفت الصفوف، فقتل، فنقل بعض المشايخ: أنه أول من يدعى من شهداء هذه الأمة، وأن النبي (ص) قال يؤمئذ: مهجع سيد الشهداء (2).
ولكن ذلك مشكوك فيه، إذ:
1 - لماذا كان مهجع أول من يدعى من شهداء هذه الأمة، ولماذا لا يكون ياسر والد عمار أو أمه سمية أول من يدعى من شهداء هذه الأمة؟!
وهما أول من استشهد، وكان ذلك قبل بدر بسنوات عديدة.
ولماذا لا يكون عبيدة بن الحارث، الذي قتل في نفس واقعة بدر، قبل مهجع هو أول من يدعى منهم؟!.