ومما يدل على اشتراكه في الحرب أيضا، قولهم: كان ثمة يوم بدر رجال يقاتلون، واحد عن يمينه، وآخر عن شماله، وثالث أمامه، ورابع خلفه (1).
ويروون عن علي (ع) أيضا قوله: لما كان يوم بدر اتقينا المشركين برسول الله (ص)، فكان أشد الناس بأسا، وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه (2).
إذن، فلابد أن نسأل: أين كان أبو بكر آنئذ؟ أمع النبي (ص) في ساحة القتال؟ أم في العريش وحده، ليكون في موقع القائد والرئيس كما يريد الجاحظ أن يدعي حسبما سيأتي؟ والسوف تأتي بقية الحديث حول موضوع شجاعة أبي بكر، وحضوره في العريش في الفصل الذي يأتي بعد وقعة بدر إنشاء الله تعالى.
وخامسا: إنه إذا لم يكن معهم سوى فرس المقداد، فمن أين جاءت النجائب المعدة لفرار رسول الله (ص)؟! ولماذا لم تشارك في الحرب، للدفاع عن الدين وعن المسلمين؟!.
إشارة: ولو فرض صحة الحديث المتقدم المروي عن علي (ع)، فلابد أنه كان يتحدث عن غيره لا عن نفسه، لان عليا لم يكن يخشى المشركين، ولم يكن ليحتاج إلى ملجأ يحميه منهم. كيف وهو الذي قتل أكثر من