وحيث إن الكلام فيها يطول، فنحن نرجئ الكلام عنها إلى فصل: بحوث ليست غريبة عن السيرة. فإلى هناك.
وقبل المضي في الحديث عن سائر ما يرتبط بواقعة بدر، نشير إلى الملاحظات التالية:
ألف: إهتمام علي (ع) برسول الله (ص) في بدر:
عن علي (ع) قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال، ثم جئت مسرعا لأنظر إلى رسول الله (ص) ما فعل. قال: فجئت، فإذا هو ساجد يقول: يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، لا يزيد عليها. فرجعت إلى القتال.
ثم جئت، وهو ساجد يقول ذلك أيضا. فذهبت إلى القتال.
ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك، حتى فتح الله عليه (1).
ولا يعني ذلك: أنه (ص) لم يشارك في القتال في بدر أصلا، فلعله شارك فيه في مراحله الأولى، حيث لابد من تشجيع المسلمين، وتقوية قلوبهم، حتى إذا تحقق له (ص) هذا الهدف، انصرف إلى الابتهال والدعاء.
ويلاحظ هنا:
1 - إن عليا (ع) يتعاهد النبي (ص) باستمرار، ولا يغفل عنه لحظة واحدة، حتى في هذا الموقف، الذي تبلغ فيه القلوب الحناجر، وتزيغ الابصار.
كما ويلاحظ: أنه " عليه السلام " كان في سائر المواطن والأحوال