أتقاكم) (1). وفي الحديث القدسي ما معناه: " لأدخلن الجنة من أطاعني ولو كان عبدا حبشيا، ولأدخلن النار من عصاني ولو كان سيدا قرشيا ".
فلابد أن يكون المقصود بالعلماء الذين هم أفضل من أنبياء بني إسرائيل أناسا معصومين كأولئك الأنبياء، ويزيدون عليه بإدراكهم ورؤيتهم رأى العين أثر كل حركة، وكل تصرف على الأجيال وعلى الأمة.
هذا مع كونهم قد عاصروا، وعرفوا، واطلعوا على تواريخ وعقائد وتحولات عصور وأمم، وواجهوا ظروفا ومشاكل مختلفة، تزيد على ما واجهه، وعرفه أنبياء بني إسرائيل. بالإضافة إلى أنهم يملكون الطاقات والقدرات الهائلة التي تؤهلهم لاستيعاب كل المعارف، وكل الاحداث وإدراكها، والتفاعل معها، ومعرفة أبعادها وآثارها، مهما دقت أو جلت، قربت أو بعدت، ولتصير عصمتهم أكثر عمقا وأصالة، وأكثر دقة، وأبعد أثرا، حسبما فصلناه.
ولم نجد في التاريخ أناسا من هذا القبيل ألا أولئك الذين جعلهم الرسول (ص) أحد الثقلين، وعدلا للكتاب العزيز، وأوجب على الأمة التمسك بهم، والاهتداء بهديهم، والائتمار بأوامرهم، والانزجار بزواجرهم.
الامر الذي كشف لنا عن عصمتهم، وهم الأئمة الاثنا عشر، الذين أولهم أمير المؤمنين علي، وآخرهم المهدي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.