رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو هو فلما سمعت بذلك أمه أمسكت عن إرضاعه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أرضعيه ولو بماء عينيك كبش بين ذئاب وذئاب عليها ثياب ليمنعن البيت أو ليقتلن دونه وفي حياة الحيوان العرب إذا أرادوا مدح الإنسان قالوا كبش وإذا أرادوا ذمه قالوا تيس ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم في المحلل التيس المستعار ويقال إن الحجاج بعد قتل ابن الزبير ذهب إلى المدينة وعلى وجهه لثام فرأى شيخا خارجا من المدينة فسأله عن حال أهل المدينة فقال شر حال قتل ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتله قال الفاجر اللعين الحجاج عليه لعائن الله ورسله من قليل المراقبة لله فغضب الحجاج غضبا شديدا ثم قال أبها الشيخ أتعرف الججاج إذا رأيته قال نعم ولا عرفه الله خيرا ولا وقاه ضيرا فكشف الحجاج اللثام عن وجهه وقال ستعلم الآن إذا سال دمك الساعة فلما تحقق الشيخ أنه الحجاج قال إن هذا لهو العجب يا حجاج أنا فلان أصرع من الجنون في كل يوم خمس مرات فقال الحجاج اذهب لا شفى الله الأبعد من جنونه ولا عافاه وخلوص هذا من يد الحجاج من العجب لأن إقدامه على القتل ومبادرته إليه أمر لم ينقل مثله عن أحد وكان يخبر عن نفسه ويقول إن أكبر لذاته سفك الدماء قال بعضهم والأصل في ذلك أنه لما ولد لم يقبل ثديا فتصور لهم إبليس في صورة الحرث بن كلدة طبيب العرب وقال اذبحوا له تيسا أسود وألعقوه من دمه واطلوا به وجهه ففعلوا به ذلك فقبل ثدي أمه وذكر أنه أتى إليه بامرأة من الخوارج فجعل يكلمها وهي لا تنظر إليه ولا ترد عليه كلاما فقال لها بعض أعوانه يكلمك الأمير وأنت معرضة فقال إني أستحي أن أنظر إلى من لا ينظر الله إليه فأمر بها فقتلت وقد أحصى الذي قتل بين يديه صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألف ولما عزى سيدتنا أسماء عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهم وأمرها بالصبر قالت وما يمنعني من الصبر وقد أهدى رأس يحيى بن زكريا إلى بعي من بغايا بني إسرائيل وقد جاء أن هذه البغى أول من يدخل النار
(٢٩١)