ويشير إلى ذلك: أن أبا الهيثم كان قاص الجماعة في عهد بني أمية، فلما جاء بنو العباس عزلوه، فاعترض على ذلك واستنكره (1).
4 - إن الخلفاء كما أنهم كانوا يجعلون للجماعة قاصا، فإنهم كانوا يجعلون للجند قاصا أيضا، لأجل تحريكهم، وبعث الحماس فيهم، (2) وتوجيههم سياسيا، حسبما يتوافق مع أهداف الحاكم وطموحاته.
وقد صرح الحسن بن عبد الله: أن الملك هو الذي يتولى منصب قاص الجند (3).
5 - لقد كان الخليفة يتدخل حتى في كيفية ونوع ومقدار العمل الذي يسمح به القاص، وتقدم أن عمر وعثمان قد عينا لتميم الداري الوقت والمدة والمكان. كما أن عمر بن عبد العزيز - الذي تلمذ على يدي مسلم بن جندب القاص - (4) قد كتب إلى صاحب الحجاز:
أن مرقاصك: أن يقص على كل ثلاثة أيام مرة. أو قال:
قاصكم (5).
6 - لقد كان الامراء أنفسهم يمارسون عمل القصص، حتى قيل - بل لقد جعلوا ذلك رواية عن النبي (ص) - كما عن عبادة بن الصامت، وعوف بن مالك: