الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ١ - الصفحة ١٢٨
ويشير إلى ذلك: أن أبا الهيثم كان قاص الجماعة في عهد بني أمية، فلما جاء بنو العباس عزلوه، فاعترض على ذلك واستنكره (1).
4 - إن الخلفاء كما أنهم كانوا يجعلون للجماعة قاصا، فإنهم كانوا يجعلون للجند قاصا أيضا، لأجل تحريكهم، وبعث الحماس فيهم، (2) وتوجيههم سياسيا، حسبما يتوافق مع أهداف الحاكم وطموحاته.
وقد صرح الحسن بن عبد الله: أن الملك هو الذي يتولى منصب قاص الجند (3).
5 - لقد كان الخليفة يتدخل حتى في كيفية ونوع ومقدار العمل الذي يسمح به القاص، وتقدم أن عمر وعثمان قد عينا لتميم الداري الوقت والمدة والمكان. كما أن عمر بن عبد العزيز - الذي تلمذ على يدي مسلم بن جندب القاص - (4) قد كتب إلى صاحب الحجاز:
أن مرقاصك: أن يقص على كل ثلاثة أيام مرة. أو قال:
قاصكم (5).
6 - لقد كان الامراء أنفسهم يمارسون عمل القصص، حتى قيل - بل لقد جعلوا ذلك رواية عن النبي (ص) - كما عن عبادة بن الصامت، وعوف بن مالك:

(١) راجع المعرفة والتاريخ ج ٢ ص ٤٣٦.
(٢) راجع: تمدن إسلام وعرب در قرن چهارم هجري ج ٢ ص ٨٠ و ٨٥ والجرح والتعديل ج ٦ ص ١٦٣.
(٣) راجع: الجيش والقتال في صدر الاسلام ص ١٣٥.
(٤) راجع: التاريخ الكبير ج ٣ ص ٣٥٤ والمعرفة والتاريخ ج 1 ص 596.
(5) القصاص والمذكرين ص 28. لعل الصحيح: أخبار القصاص والمذكرين.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست