ولغير واحد مما يظهر منه المنع من دخول الجنب على الإمام حيا (1)، بضميمة ما ثبت من أن حرمة الميت كحرمة الحي، بل أعظم (2)، وأنه يجب اعتقاد حرمتهم في غيابهم عنا وحضورهم.
مثل ما عن الصفار في بصائر الدرجات، عن عبد الله بن الصلت، عن بكر بن محمد، قال: " خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله عليه السلام، فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق، وهو جنب، ونحن لا نعلم، حتى دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام، فرفع رأسه إلى أبي بصير، فقال: يا أبا محمد، أما تعلم أنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأنبياء؟ فرجع أبو بصير، ودخلنا " (3).
وعن إرشاد المفيد، عن أبي بصير، قال: " دخلت المدينة ومعي جويرية، فأصبت منها، فخرجت إلى الحمام، فلقيت أصحابنا الشيعة وهم متوجهون إلى أبي عبد الله عليه السلام، فخشيت أن يفوتني الدخول عليه، فمشيت معهم حتى دخلت الدار، فلما مثلت بين يديه نظر إلي ثم قال:
يا أبا بصير، أما علمت أن بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب (4).