مساوق للتصديق به فإنه قريب إلى الأذهان، فلا يحتاج إلى إقامة برهان.
وأما ما قيل في تقريب دعوى السيد الخوئي: من أن مقارنة استعمال اسم الإشارة للإشارة باليد أو العين أم ر ارتكازي في الاستعمالات ولا ينفك عن الاستعمال فيكشف ذلك أن كون الموضوع له هو المعنى حال مقارنته للإشارة الخارجية.
فهو لا يكشف عن المدعى ولا يدل عليه بعد ما عرفت، وذلك لأنه من المتعارف في الاستعمالات اقتران اللفظ بما يرادف معناه من الأفعال الخارجية لو كان له مرادف، فان رفع الرأس إلى أعلى في استعمال كلمة: (فوق) وتشبيه المتكلم حركات من ينقل عنه بعض الأفعال من جلوس واكل وشرب، أمر لا يكاد يخفى، وعليه فإذا كان اسم الإشارة موضوعا للإشارة الذهنية ولم يكن في الخارجيات ما يصلح للتعبير عنها غير الإشارة الخارجية لكونها من سنخ واحد كان من الطبيعي انضمام الإشارة الخارجية للفظ الإشارة مثل: (هذا).
وبالجملة: فالاستعانة باليد والعين وغيرهما من أعضاء الجسم في تأكيد الكشف عن المعاني عند استعمال اللفظ الموضوع إلى المعنى امر متعارف، ولا يكون دليلا على الوضع للمعنى بقيد المقارنة للفعل الخارجي. فلاحظ.