وصالح بن كيسان كان إذا أراد سفرا (قوله أقرع بين أزواجه) فيه مشروعية القرعة والرد على من منع منها وقد تقدم التعريف بها وحكمها في أواخر كتاب الشهادات في باب القرعة في المشكلات (قوله فأيتهن) وقع في رواية الأصيلي من طريق فليح فأيهن بغير مثناة والأولى أولى (قوله في غزوة غزاها) هي غزوة بني المصطلق وصرح بذلك محمد بن إسحاق في روايته وكذا أفلح بن عبد الله عند الطبراني وعنده في رواية أبي أويس فخرج سهم عائشة في غزوة بني المصطلق من خزاعة وعند البزار من حديث أبي هريرة فأصابت عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق وفي رواية بكر بن وائل عند أبي عوانة ما يشعر بأن تسمية الغزوة في حديث عائشة مدرج في الخبر (قوله فخرج سهمي) هذا يشعر بأنها كانت في تلك الغزوة وحدها لكن عند الواقدي من طريق عباد بن عبد الله عنها أنها خرجت معه في تلك الغزوة أيضا أم سلمة وكذا في حديث ابن عمر وهو ضعيف ولم يقع لام سلمة في تلك الغزوة ذكر ورواية ابن إسحاق من رواية عباد ظاهره في تفرد عائشة بذلك ولفظه فخرج سهمي عليهن فخرج بي معه (قوله بعد ما نزل الحجاب) أي بعد ما نزل الامر بالحجاب والمراد حجاب النساء عن رؤية الرجال لهن وكن قبل ذلك لا يمنعن وهذا قالته كالتوطئة للسبب في كونها كانت مستترة في الهودج حتى أفضى ذلك إلى تحميله وهي ليست فيه وهم يظنون أنها فيه بخلاف ما كان قبل الحجاب فلعل النساء حينئذ كن يركبن ظهور الرواحل بغير هوادج أو يركبن الهوادج غير مستترات فما كان يقع لها الذي يقع بل كان يعرف الذي كان يخدم بعيرها إن كانت ركبت أم لا (قوله فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه) في رواية ابن إسحاق فكنت إذا رحلوا بعيري جلست في هودجي ثم يأخذون بأسفل الهودج فيضعونه على ظهر البعير والهودج بفتح الهاء والدال بينهما واو ساكنة وآخره جيم محمل له قبة تستر بالثياب ونحوه يوضع عن ظهر البعير يركب عليه النساء ليكون أستر لهن ووقع في رواية أبي أويس بلفظ المحفة (قوله فسرنا حتى إذا فرغ) كذا اقتصرت القصة لان مراد سياق قصة الإفك خاصة وإنما ذكرت ما ذكرت ذلك كالتوطئة لما أرادت اقتصاصه ويحتمل أن تكون ذكرت جميع ذلك فاختصره الراوي للغرض المذكور ويؤيده أنه قد جاء عنها في قصة غزوة بني المصطلق أحاديث غير هذا ويؤيد الأول أن في رواية الواقدي عن عباد قلت لعائشة يا أمتاه حدثينا عن قصة الإفك قال نعم وعنده فخرجنا فغنمه الله أموالهم وأنفسهم ورجعنا (قوله وقغل) بقاف وفاء أي رجع من غزوته (قوله ودنونا من المدينة قافلين) أي راجعين أي أن قصتها وقعت حال رجوعهم من الغزوة قرب دخولهم المدينة (قوله آذن) بالمد والتخفيف وبغير مد والتشديد كلاهما بمعنى أعلم بالرحيل وفي رواية ابن إسحاق فنزل منزلا فبات ببعض الليل ثم آذن بالرحيل (قوله بالرحيل) في رواية بعضهم الرحيل بغير موحدة وبالنصب وكأنه حكاية قولهم الرحيل بالنصب على الاغراء (قوله فمشيت حتى جاوزت الجيش) أي لتقضي حاجتها منفردة (قوله فلما قضيت شأني) الذي توجهت بسببه ووقع في حديث ابن عمر خلاف ما في الصحيح وأن سبب توجهها لقضاء حاجتها أن رحل أم سلمة مال فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها قالت عائشة فقلت إلى أن يصلحوا رحلها قضيت حاجتي فتوجهت ولم يعلموا بن فقضيت حاجتي فانقطعت قلادتي فأقمت في جمعها ونظامها وبعث القوم إبلهم ومضوا ولم يعلموا بنزولي وهذا
(٣٤٦)