عن أهل الكتاب حديثا غير هذا ثم يخرج يأجوج ومأجوج فيمرون في الأرض فيفسدون فيها ثم قرأ عبد الله (وهم من كل حدب ينسلون) ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذه النغفة (1) فتدخل في أسماعهم ومناخرهم فيموتون فتنتن الأرض منهم فيجأر (2) أهل الأرض إلى الله فيرسل الله ماءا فيطهر الأرض منهم ثم يبعث الله ريحا فيها زمهريرا باردة فلا تدع على وجه الأرض مؤمنا إلا كفت بتلك الرياح ثم تقوم الساعة على شرار الناس ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى خلق من خلق الله إلا مات إلا من شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فليس في الأرض شئ ء من بني آدم خلق إلا في الأرض منه شئ ثم يرسل الله ماءا من تحت العرش يمنى كمنى الرجال فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الري ثم قرأ عبد الله (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور) ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه فيقومون فيحيون حية رجل واحدة قياما لرب العالمين ثم يتمثل الله جل ذكره للخلق فيلقاهم فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيئا إلا هو مرتفع له يتبعه فيلقى اليهود فيقول ما تعبدون فيقولون عزيرا فيقول هل يسركم الماء قالوا نعم فيريهم جهنم بهيئة السراب ثم قرأ عبد الله (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) ثم يلقى النصارى فيقول ما تعبدون قالوا المسيح قال فهل يسركم الشراب قالوا نعم فيريهم جهنم كالشراب وكذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا ثم قرأ عبد الله (وقفوهم إنهم مسؤلون) حتى يمر المسلمون فيلقاهم فيقول من تعبدون فيقولون نعبد الله لا نشرك به شيئا فينتهرهم مرة أو مرتين من تعبدون فيقولون سبحان الله إذا اعترف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف عن ساق (3) فلا يبقى مؤمن إلا خر ساجدا ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا كأنما فيها السفافيد (4) فيقولون ربنا فيقول قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناس بأعمالهم زمرا أوائلهم كملح البرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كأسرع البهائم قال ثم كذلك حتى يجيئ الرجل سعيا حتى يجئ الرجل مشيا حتى يجئ آخرهم رجل يتلقى على بطنه فيقول يا رب أبطأت بي فيقول أبطأ بك عملك ثم
(٣٢٩)