عن عباده ويأخذ الصدقات) (ويمحق الله الربا ويربى الصدقات) قال هذا حديث صحيح.
وقد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.
وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف.
هكذا روى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذا الأحاديث: أمروها بلا (كيف)، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الرويات وقالوا هذا تشبيه. وقد ذكر الله تبارك وتعالى في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات وفسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إنما معنى اليد القوة وقال إسحاق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد، أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير).
29 باب ما جاء في حق السائل 660 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن سعيد بن أبي هند عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد وكانت ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم (إن المسكين ليقوم