كانت، فكيف زالت دفعة؟! وإن لم تكن، فكيف يعتبر حصول ملكة ترك المعاصي قاطبة؟! والتعارف وغيره مما لا دخل له فيما نحن فيه؛ إذ الكلام في كون الملكة بالنسبة إلى ترك سائر المعاصي لا المتعارف منها؛ فتأمل.
د - طبائع الناس مختلفة، فمنهم من زهد في الدنيا ولم يخن في ألف دينار ورأى امرأة جميلة فشغفته حبا.
ومنهم من لم يهوها ومال إلى الدنيا، أو اغتاب الناس، أو احتال في الخروج عما ابتلي به على ما لا ينبغي له، أو غضب ففعل ما لم يفعله العدول، أو يلي بمقابلة عدو يعصي الله فطفق يعارضه بمثل فعله، ولا يجد بدا منه بزعمه، ويرتكب ما لا ينبغي أن يرتكب، أو خاف على نفسه أو عرضه واتقى فيما لا تقية فيه، أو مني بشدائد الفقر و رأى أهله وولده جائعين مضطربين وجاع بنفسه وحضه عياله وأهله على أن يسرق أو يرتكب ما يعصي به ربه، فاقتحم الهلاك بما اعتراه واضطر إليه ولو بزعمه، أو رأى أن الثروة والجاه والمدح لا يتأتى إلا بعصيان الله فاختار ذلك وعصى الله سبحانه.
وهذا أغلب في الطبائع ولا سيما من يدعي العلم ويريد أن يتغلغل صيت كماله في الأمصار والأعصار، فصار يدرس ويعظ ويفتي، يصرف به وجوه أوشاب (1) من الناس سفهاء لم يميزوا بين الغث والسمين، والعذار والجبين، وهو يستطيل مع ذلك على أشباهه، والتزم ما رأى عامة أهل العصر تميل إليه صرفا لوجوهم، ولم يتق الله فعصى الله بجنبهم، ولو تأمل متأمل في ذلك وأعطى النصفة حقها، لوجد في أكثر الناس، بل والمتحذلقين منهم ذلك كثيرا.
ومن أجل ما كتبنا قال شيخنا صاحب الجواهر أعلى الله مقامه ما لفظه:
بل عليه لا يمكن الحكم بعدالة شخص أبدا إلا في مثل المقدس الأردبيلي و السيد هاشم، على ما ينقل من أحوالهما، بل ولا فيهما، فإنه أي نفس تطمئن بأنهما كان يعسر عليهما كل معصية ظاهرة وباطنة، كلا إن ذلك لبهتان و