وأما الصدوق في الفقيه في كتاب (الصوم) في باب النوادر؛ فقد روى هذا الحديث بطرق أربعة:
منها: في رواية محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص أبدا ". (1) [و] منها: في رواية حذيفة بن منصور، عن معاذ بن كثير - ويقال له: معاذ بن مسلم الهراء - عن أبي عبد الله (عليه السلام) - إلى آخر الحديث. (2) ومنها: في رواية [محمد بن] إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يعقوب، عن شعيب، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام). (3) [و] منها: وروي عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا (عليه السلام): [هل] يكون شهر رمضان تسعة وعشرين يوما؟
فقال: " إن شهر رمضان لا ينقص من ثلاثين يوما أبدا ". (4) قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: من خالف هذه الأخبار وذهب إلى الأخبار الموافقة للعامة في ضدها؛ اتقى كما يتقي العامة، ولا يكلم إلا بالتقية كائنا من كان، إلا أن يكون مسترشدا فيرشد ويبين له، فإن البدعة إنما تمات وتبطل بترك ذكرها، ولا قوة إلا بالله.
ومثل ذلك كثير في الأبواب، والعاقل تكفيه الإشارة، كما في (باب زكاة الحنطة والشعير) (5) [فقد] روى الشيخ عن محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن الزكاة في الزبيب والتمر، فقال: " في كل خمسة أوساق وسق - والوسق ستون صاعا - والزكاة فيهما سواء،