باب قتال أهل البغي:
قال الله تعالى: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله... الآية.
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع: أنه خطب يوما بالكوفة فقام إليه رجل من الخوارج فقال: لا حكم إلا لله، فسكت ع ثم قام آخر وآخر وآخر فلما أكثروا فقال صلوات الله عليه وآله: كلمة حق يراد بها باطل لكم عندنا ثلاث خصال: فلا نمنعكم مساجد الله أن تصلوا فيها ولا نمنعكم الفئ ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا أبتدئكم بحرب حتى تبدأوا، لقد أخبرني الصادق عن الروح الأمين عن رب العالمين: أنه لا يخرج عليكم فئة قلت أو كثرت إلى يوم القيامة إلا جعل الله حتفها على أيدينا وأن أفضل الجهاد جهادكم وأفضل المجاهدين من قتلكم وأفضل الشهداء من قتلتموه فاعملوا ما أنتم عاملون فيوم القيامة يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر فسوف تعلمون.
وروي عنه ع: أنه حرض الناس يوم الجمل على القتال فقال: قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون، ثم قال: هذا والله ما رمى أهل هذه الآية بسهم قبل اليوم.
وروي عنه ع أنه قال يوم صفين: اقتلوا بقية الأحزاب وأولياء الشيطان، اقتلوا من يقول: كذب الله ورسوله.
وروي: أنه لما أغارت خيل معاوية على الأنبار وقتلوا عامله ع وانتهكوا حرم المسلمين خرج ع بنفسه غضبان حتى انتهى إلى النخيلة فمضى الناس فأدركوه فقالوا: ارجع يا أمير المؤمنين فنحن نكفيك المؤونة، فقال: والله ما تكفونني ولا تكفون أنفسكم، ثم قام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الجهاد باب من أبواب الجنة فمن تركه ألبسه الله تعالى الذلة وشمله البلاء والصغار وقد قلت لكم وأمرتكم أن تغزو هؤلاء القوم قبل أن يغزوكم فإنه ما غزا قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فجعلتم تتعللون بالعلل وتسوفون وهذا عامل معاوية أغار على الأنبار فقتل عاملي عليها ابن