الحق ومعونة الإمام العادل، ولو لم يرو في ذلك إلا ما رواه الخاص والعام والولي والعدو من قوله ع: حربك يا علي حربي وسلمك يا علي سلمي. وقد علمنا أنه ع لم يرد أن نفس هذه الحرب تلك بل أراد تساوى تلك الأحكام فيجب أن تكون أحكام محاربيه هي أحكام محاربي النبي ص إلا ما خصصه الدليل، وما روي أيضا من قوله: اللهم انصر من نصره واخذل من خذله. ولأنه ع لما استنصر في قتال أهل الجمل وصفين والنهروان أجابته الأمة بأسرها ووجوه الصحابة وأعيان التابعين وسارعوا إلى نصرته ومعونته ولم يحتج أحد عليه بشئ مما تضمنه هذان الخبران الخبيثان الضعيفان.
على أن الخبر الأول قد روي على خلاف هذا الوجه لأن أهبان قال: قال لي رسول الله ص: يا أهبان أما أنك إن بقيت بعدي سترى في أصحابي اختلافا فإن بقيت إلى ذلك اليوم فاجعل سيفك يا أهبان من عراجين، وقد يجوز أن يريد ع بالاختلاف الذي يرجع إلى القول والمذاهب دون المقاتلة والمحاربة، على أن هذا الخبر ما يمنع من قتال أهل الردة عند بغيهم ومجاهرتهم فهو أيضا غير مانع من قتال كل باع وخارج عن طاعة الإمام.
فأما الخبر الثاني فمما يضعفه أن أبا ذر رحمة الله عليه لم يبلغ إلى وقعة أحجار الزيت لأن ذلك إنما كان مع محمد بن عبد الله بن الحسن في أول أيام المنصور وأبو ذر مات في أيام عثمان فكيف يقول له رسول الله ص: كيف بك؟ في وقت لا يبقى إليه، على أن أبا ذر رضي الله عنه كان معروفا بإنكار المنكر بلسانه وبلوغه فيه أبعد الغايات والمجاهرة في إنكاره وكيف يسمع من الرسول ص ما يقتضي خلاف ذلك مسألة: ومما كانت الإمامية منفردة به القول: بأن من سب النبي ص أو عابه مسلما كان أو ذميا قتل في الحال، وخالف باقي الفقهاء في ذلك فقال أبو حنيفة وأصحابه: من سب النبي ص أو عابه وكان مسلما فقد صار