كتاب الجهاد الجهاد من فرائض الاسلام ويحتاج إليه فيه إلى معرفة خمسة أشياء: شرائط وجوبه وكيف يجب ومن يجب جهاده وكيفية فعله وأحكام الغنائم.
أما شرائط وجوبه: فالحرية والذكورة والبلوغ وكمال العقل والاستطاعة له بالصحة والقدرة عليه وعلى ما يفتقر إليه فيه من ظهر ونفقة وأمر إمام عادل أو من ينصبه الإمام أو ما يقوم مقام ذلك كحصول خوف على الاسلام أو على الأنفس والأموال. ومتى اختل أحد هذه الشروط سقط الوجوب، وهو مع تكاملها فرض على الكفاية إذا قام من له كفاية سقط عن غيره.
وأما من يجب جهاده: فكل من خالف الاسلام من سائر أصناف الكفار، ومن أظهر الاسلام وبغى على الإمام العادل وخرج عن طاعته، أو قصد إلى أخذ مال المسلم وما هو في حكمه من مال الذمي، وشهر السلاح في بر أو بحر أو سفر أو حضر.
وكيفيته: أن يؤخر لقاء العدو إلى أن تزول الشمس وتصلي الصلاتان، وأن يقدم قبل الحرب الإعذار والإنذار والاجتهاد في الدعاء إلى الحق، وأن يمسك عن الحرب بعد ذلك حتى يبدأ بها العدو لتحق الحجة عليه ويتقلد بذلك البغي، فإذا عزم أمير الجيش عليها استخار الله تعالى في ذلك ورغب إليه في النصر وعبأ أصحابه صفوفا وجعل كل فريق منهم تحت راية أشجعهم وأبصرهم بالحرب وجعل لهم شعارا يتعارفون به وقدم الدارع أمام الحاسر ووقف هو في القلب وليجتهد في الوصية لهم بتقوى الله والإخلاص في طاعته وبذل الأنفس في مرضاته، ويذكرهم ما لهم في ذلك من الثواب في الآجل ومن