الكفار؟
قلنا: له ذلك، لقوله: واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، كما فعل رسول الله ص فإنه حاصر أهل الطائف.
مسألة:
فإن قيل: لم ترك أمير المؤمنين القتال مع معاوية وقد كان لاح له وجه الظفر ولكن لما رفعوا المصاحف كف عنهم، هلا كان يضربهم بالسيف حتى يهلكوا أو يفيئوا إلى أمر الله كما قال تعالى: فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله، وقال: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله؟
الجواب: إنه لما التقى الجمعان دعا أمير المؤمنين ع معاوية وأحزابه إلى ما في كتاب الله وقال: بيننا وبينكم القرآن، اقتداء منه بحكم الله وبدعائه أهل الكتاب إلى ما يجدون في التوراة والإنجيل من تصديق محمد وصحة نبوته ص، فقال في الذين آمنوا منهم بمحمد: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي... الآية، وقال في الذين وجدوا ذكره فيهما ولم يؤمنوا به: ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، وقال: ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم.
ولو أن أمير المؤمنين ع ابتدأ بالقتال قبل إلزام أهل الشام الحجة من الكتاب دخل في زمرة من قال الله تعالى: وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون، إلى قوله تعالى: بل أولئك هم الظالمون.
فدعاهم أولا إلى ما في القرآن ليكون من جملة من قال سبحانه: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون.
فعلى ع كان المنقاد لأمر الله والعامل به والراضي بحكمه، ومعاوية