الحديث (1).
ومنها رواية عوالي اللئالي المروية في المستدرك عن فخر المحققين عنه صلى الله عليه وآله أنه قال جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا أينما أدركتني الصلاة تيممت وصليت (2) وهذه الروايات قد ذكر التراب فيها طهورا لا مطلق الأرض ولكن تعارضها روايات كثيرة دالة على أن الطهور مطلق وجه الأرض.
منها رواية فقه الرضا عليه السلام قال قال الله تعالى: فتيمموا صعيدا طيبا: الصعيد المكان المرتفع عن الأرض والطيب الذي ينحدر عنه الماء (3) وهذا التفسير الذي نقل عنه عليه السلام موافق لتفسير بعض أهل اللغة الصعيد بالمكان المرتفع والمكان المرتفع مطلق شامل للتراب وغيره بل الظاهر منه هو غير التراب لأن الغالب على المكان المرتفع هو الحجر.
ومنها رواية رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كانت الأرض مبتلة ليس فيها تراب ولا ماء فانظر أجف موضع تجده فتيمم منه فإن ذلك توسيع من الله عز وجل قال: فإذا كان في ثلج فلينظر لبد سرجه فليتيمم من غباره أو شئ مغبر وإن كان في حال لا يجد إلا الطين فلا بأس أن يتيمم به منه (4) ومن المعلوم أن أجف المواضع حين نزول المطر عوالي الأرض الغالب عليها الصخور والحجر.
ومنها رواية السكوني عن الصادق عن علي عليهما السلام أنه سئل عن التيمم بالجص فقال: نعم فقيل: بالنورة فقال: نعم فقيل: بالرماد فقال: لا أنه ليس يخرج من الأرض إنما يخرج من الشجر (5) وفي رواية الجعفريات نحوه وزاد فيها: أنه قيل له: فهل بالصفا الثابتة والنابتة على وجه الأرض قال: نعم (6).
فإنه يستفاد من هذه الرواية أمران أحدهما جواز التيمم على الجص والنورة لأجل كونها من الأرض فيعلم منه أن ما يصح أن يتيمم به لا بد أن يكون مما تصدق عليه الأرض.
وثانيهما جواز التيمم على الصفاه التي بمعنى الحجر أو الحجر الأملس لأنها من جنس الأرض مضافا إلى أن تلك الروايات - أعني المشتملة على لفظ التراب - كثير منها ليس فيها لفظ ترابها بل يكون التعبير: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا