سرد الأخبار المحددة بثمانية عشر يوما:
وأما القول بأن أكثر النفاس ثمانية عشر يوما فقد نسب إلى السيد المرتضى وجماعة واستدل عليه بالأخبار (1) المتضمنة لقصة أسماء بنت عميس وأن النبي صلى الله عليه وآله أمرها بالصلاة والصيام والطواف بعد ثمانية عشر يوما.
إلا أن هذه الأخبار في نفسها قاصرة الدلالة على المدعى لأنها تدل على أن للنفاس لا يزيد على ثمانية عشر يوما وإلا لم يأمرها النبي صلى الله عليه وآله بالعبادة بعدها وأما أن أكثر النفاس ثمانية عشر يوما فلا تدل عليه لاحتمال أنها لو سألت النبي صلى الله عليه وآله بعد خمسة عشر يوما أو أقل أو أكثر أيضا أمرها النبي صلى الله عليه وآله بالعبادة فمجرد أمر النبي صلى الله عليه وآله ذلك بعد ثمانية عشر يوما لا دلالة له على أن أكثر النفاس ذلك.
ويؤيد ذلك مرفوعة (2) إبراهيم بن هاشم حيث دلت على أن أمره صلى الله عليه وآله أسماء بنت عميس بالعبادة بعد ثمانية عشر يوما لم يكن للتحديد وإنما هو قضية في واقعة فلو سألته قبل ذلك لأمرها بذلك أيضا.
إلا أنها ضعيفة السند لا تصلح إلا للتأييد وقد تقدم أن الرواية في نفسها قاصرة الدلالة - كانت هناك مرفوعة أم لم تكن.
ونحوها ما رواه (3) العياشي الجوهري الذي اسمه أحمد بن محمد