الصورة الثانية: وهي ما إذا تبدلت القليلة بالمتوسطة فقد يكون قبل إتيانها بشئ من وظائفها ومعه يجب عليها أن تأتي بأعمال المتوسطة لارتفاع القليلة وشمول أدلة المتوسطة لها.
وقد يكون بعد الاتيان بأعمالها ولا تجب معه الإعادة بوجه.
وإما أن تتبدل في الأثناء ومعه يجب أن ترفع اليد عن عملها وتستأنف غسلا ووضوءا ولا تكتفي بالوضوء الذي أتت به قبل التبدل حيث إن مقتضى الأخبار أنها بنفسها مقتضية للوضوء فلا يمكنها الاكتفاء بالوضوء السابق بوجه، ومع ضيق الوقت الكلام هو الكلام في الكثيرة بعينه.
الصورة الثالثة: وهي ما إذا تبدلت المتوسطة بالكثيرة ففي صورة تقدم ذلك على أعمالها وتأخره عنها لا اشكال ولا كلام.
وأما إذا تبدلت في الأثناء فيجب عليها أن ترفع اليد عن عملها وتستأنفها مع الغسل كما هو مقتضى اطلاق ما ورد في الكثيرة.
توضيح الكلام في الصور الثلاث:
وتوضيح الكلام في جميع الصور الثلاثة أن القليلة إذا تبدلت بالكثيرة قبل العمل أو في أثنائه فإن كانت أتت بالوضوء فيحكم ببطلانه بحدوث الاستحاضة الكثيرة فإن قلنا في الكثيرة بوجوب الوضوء فلا بد من اتيانها الغسل والوضوء وليس لها الاكتفاء بوضوئها السابق.
لأن ظاهر الدليل أن الكثيرة بنفسها سبب للغسل والوضوء فلا بد من أن تأتي بهما بعد التبدل وعلى القول بعدم وجوب الوضوء في الكثيرة تأتي بالغسل فقط: