على الجهة التي بها يوجب المعلول ومتى علم منها انه علة لذلك المعلول وجب ان يحصل العلم له بذلك المعلول لان العلم بأحد المضافين على الجهة الموقعة للإضافة يوجب العلم بمضاف آخر (1) هذا ما يستفاد من كتب القوم.
أقول التحقيق في هذا المقام ان العلة قسمان علة هي بماهيتها موجبه للمعلول كالأربعة للزوج والمثلث لذي الزوايا ومثل هذه العلة متى علمت ماهيتها علم لازمها لا محاله إذ اللازم لازم لذاتها وماهيتها من حيث هي هي وعلة ليست هي بماهيتها موجبه للمعلول بل اما بوجودها الذهني أو بوجودها الخارجي ومثل تلك العلة لا يكفي العلم بنفسها لايجاب العلم بمعلولها وأيضا العلم بها وبكونها موجودة على الوجه العام في الموجودية لا يجب ان يؤدى إلى العلم بمعلولها لان الجهة المقتضية للمعلول ليست هي نفس ماهيتها ولا مطلق وجودها بل خصوص وجودها وتشخصها فما لم يعلم ذلك الوجود بخصوصه لا يلزم منه العلم بمعلوله وقد علمت أن الاطلاع على نحو من الوجود بهويته لا يمكن الا بان يتحد العالم به أو بما هو محيط به (2)