الحج فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول: يا عباد الله، هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه، فنزل ونزل الرهط، فلما جهزوه، وصلى عليه الأشتر قام على قبره وقال: اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغير ولم يبدل، لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه، حتى جفي ونفي وجرم واحتقر ثم مات وحيدا، اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من حرم رسولك. فقال الناس: آمين (1).
* * * هؤلاء اثنا عشر رجلا من رجال الدعوة والإصلاح والذب والدفاع عن حريم العقيدة، المعروفون بنفسياتهم الكريمة، وملكاتهم الفاضلة، وسعيهم وراء الدعوة إلى الحق، ومع ذلك نراهم ما بين قتيل وشريد وسجين، إلى غير ذلك من ألوان العذاب التي عمت هؤلاء الذابين عن حريم العقيدة.
وما نقموا منهم، سوى الإصحار بالحقيقة، والإجهار بالولاية، والسعي وراء العقيدة الحقة.
فبعض هؤلاء إن لم يكونوا متكلمين بالمعنى المصطلح، لكن كانوا ذابين عن حريم العقيدة بالكتاب والسنة، والبعض الآخر كان من أكبر متكلمي عصرهم لا يشق غبارهم ولا يدرك شأوهم.