الله وقدر ". فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي (1) يا أمير المؤمنين، فقال: " مهلا يا شيخ: لعلك تظن قضاء حتما وقدرا لازما، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، والأمر والنهي والزجر، ولسقط معنى الوعيد والوعد، ولم يكن على مسيئ لائمة ولا لمحسن محمدة، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان، وخصماء الرحمن وقدرية هذه الأمة ومجوسها، يا شيخ إن الله عز وجل كلف تخييرا، ونهى تحذيرا، وأعطى على القليل كثيرا، ولم يعص مغلوبا، ولم يطع مكرها، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا * (ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) * (2) ".
قال: فنهض الشيخ وهو يقول:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا (3) وفي كلام آخر له ينهى فيه البسطاء عن الخوض في القدر فقال عليه السلام: " طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه، وسر الله فلا تتكلفوه " (4).
إن خطب الإمام أو رسائله وقصار كلمه، مملوءة بالمعارف الإلهية،