أمام الهجوم الثقافي والفكري، فمن دعا إلى الوحدة والاعتصام فقد اقتفى الذكر الحكيم، قال سبحانه: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * (1) ومن دعا إلى الفرقة فقد ابتعد عما دعا إليه الكتاب واقتفى سنة المشركين قال سبحانه: * (... ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) * (2) ولكنا نمر على كلماتهم وأعمالهم مرور الكرام ونركز على تحليل مسألتين في ضوء الكتاب والسنة حتى يتبين المبتدع من المتمسك بهما وهما:
1 - الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
2 - تكفير أهل القبلة.
فقد استعرض الأولى الشيخ صالح بن غانم السدلان وزميله الدكتور فهد السنيدي فتكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم ميلاده وتعزيره عندهم بدعة وقد نشرت مجلة الشرق الأوسط ما أدليا به، وليس في كلاميهما شئ جديد سوى ما في كلام شيخهما ابن تيمية ومجدد مذهبه محمد بن عبد الوهاب وقد عاد المحاضران يجتران نفس ما ورثاه من إماميهما.
ومن العجب جدا أن إقامة الاحتفال لميلاد الملوك والرؤساء تكريما لهم أمر غير محظور ولكن تكريم ميلاد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أمر مبتدع حرام وكأنهم لم يسمعوا قوله سبحانه: * (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه) * (3). فتعزيره غير نصره، وغير الإيمان به فكما أن الإيمان به لا يختص بوقت دون وقت فكذلك تكريمه وتعظيمه، فهذه الآية الداعية إلى تكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقة غير محددة بزمان خاص من حيث الدعوة وتخصيصه بيوم الميلاد من جهة ملابسات تسهل للمسلمين تجسيد الآية في ذلك اليوم.