وقال رسول الله (ص): " أربع من كن فيه كان منافقا ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق، حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ". فمن وعد وكان عند الوعد عازما على ألا يفي، أو كان عازما على الوفاء وتركه بدون عذر فهو منافق. وأما إن عن له عذر من الوفاء، لم يكن منافقا وآثما.
وإن جرى عليه ما هو صورة النفاق، فالأولى أن يحترز عن صورة النفاق أيضا كما يحترز عن حقيقته، وذلك بألا يجزم في الوعد، بل يعلقه على المشية ومثلها.
إيقاظ علاج الكذب طريق معالجة الكذب: أولا: أن يتأمل في ما ورد في ذمه من الآيات والأخبار، ليعلم أنه لو لم يتركه لأدركه الهلاك الأبدي. ثم يتذكر أن كل كاذب ساقط عن القلوب في الدنيا ولا يعتني أحد بقوله، وكثيرا ما يفتضح عند الناس بظهور كذبه. ومن أسباب افتضاحه أن الله سبحانه يسلط عليه النسيان، حتى أنه لو قال شيئا ينسى أنه قاله، فيقول خلاف ما قاله، فيفتضح. وإلى ذلك أشار الصادق (ع) بقوله: " إن مما أعان الله به على الكذابين النسيان ". ثم يتأمل في الآيات والأخبار الواردة في مدح ضده، أعني الصدق كما يأتي، وبعد ذلك إن لم يكن عدوا لنفسه، فليقدم التروي في كل كلام يريد أن يتكلم به، فإن كان كذبا يتركه وليجتنب مجالسة الفساق وأهل الكذب، ويجالس الصلحاء وأهل الصدق.
وصل الصدق ومدحه ضد الكذب، وهو أشرف الصفات المرضية، ورئيس الفضائل النفسية، وما ورد في مدحه وعظم فائدته من الآيات والأخبار مما لا يمكن إحصاؤه، قال الله سبحانه:
" رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " (44). وقال: " اتقوا الله وكونوا