كل يوم على جوارحه كل صباح، فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون بخير إن تركتنا! ويقولون: الله الله فينا! ويناشدونه ويقولون: إنما نثاب ونعاقب بك ". وقال الصادق (ع): " ما من يوم إلا وكل عضو من أعضاء الجسد يكفر اللسان، يقول: نشدتك الله أن نعذب فيك! " (12).
تتميم الصمت لما علمت كون اللسان شر الأعضاء وكثرة آفاته وذمه، فاعلم أنه لا نجاة من خطره إلا بالصمت، وقد أشير فيما سبق: أن الصمت ضد لجميع آفات اللسان، وبالمواظبة عليه تزول كلها، وهو من فضائل قوة الغضب أو الشهوة، وفضيلته عظيمة وفوائده جسيمه، فإن فيه جمع ألهم، ودوام الوقار، والفراغ للعبادة والفكر والذكر، وللسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسناته في الآخرة، ولذا مدحه الشرع وحث عليه، قال رسول الله (ص): " من صمت نجا ". وقال: " الصمت حكم، وقليل فاعله ". وقال (ص): من كف لسانه ستر الله عورته ". وقال (ص):
" ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن: الصمت وحسن الخلق ".
وقال (ص): " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو وليسكت ".
وقال (ص): " رحم الله عبدا تكلم خيرا فغنم، أو سكت عن سوء فسلم ". وجاء إليه (ص) أعرابي وقال: " دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: أطعم الجائع واسق الظمآن، وأمر بالمعروف، وإنه عن المنكر، فإن لم تطق، فكف لسانك إلا من خير ". وقال (ص):
" أخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان " وقال (ص):
" إذا رأيتم المؤمن صموتا وقورا فأدنوا منه، فإنه يلقن الحكمة ". وقال صلى الله عليه وآله: " الناس ثلاثة: غانم، وسالم، وشاحب، فالغانم:
الذي يذكر الله، والسالم: الساكت، والشاحب: الذي يخوض في الباطل ". وقال (ص): " إن لسان المؤمن وراء قلبه، فإذا أراد أن يتكلم بشئ تدبره ثم أمضاه بلسانه. وإن لسان المنافق أمام قلبه،