" فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ".
قال: " الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله إنما يطلب تزكية الناس، يشتهي أن يسمع به الناس فهذا الذي أشرك بعبادة ربه " ثم قال: " ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له خيرا، وما من عبد يسر شرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له شرا ". وقال (ع):
" ما يصنع أحدكم إن يظهر حسنا ويسر سيئا أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك والله عز وجل يقول: " بل الإنسان على نفسه بصيرة ".
إن السريرة إذا صحت قويت العلانية ". وقال (ع): " من أراد الله بالقليل من عمله أظهر الله له أكثر مما أراده به ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله أبى الله إلا أن يقلله في عين من سمعه ".
وقال (ع): " لعباد البصري: " ويلك يا عباد! إياك والرياء فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له ". وقال (ع): " إجعلوا أمركم هدا لله ولا تجعلوه للناس فإنه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فهو لا يصعد إلى الله ". وقال الرضا (ع) لمحمد بن عرفة: " ويحك يا بن عرفة أعملوا لغير رياء ولا سمعة فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل، ويحك ما عمل أحد عملا إلا أراده الله به إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا " (32).
وكفى للرياء ذما أنه يوجب الاستحقار لله وجعله أهون من عباده الضعفاء الذين لا يقدرون نفعا ولا ضرا، إذ من قصد بعبادة الله عبدا من عبيده فلا ريب في أن ذلك لأجل ظنه بأن هذا العبد أقدر على تحصيل أغراضه من الله وأنه أولى بالتقرب إليه منه تعالى وأي استحقار بمالك الملوك أشد من ذلك.
فصل أقسام الرياء الرياء إما في العبادات أو غيرها (والأول) حرام مطلقا وصاحبه ممقوت