وقال السجاد (ع): " الدنيا دنيا آن: دنيا بلاغ، ودنيا ملعونة ".
وقال الباقر (ع): " من طلب الدنيا استعفافا عن الناس، وسعيا على أهله، وتعطفا على جاره، لقي الله - عز وجل - يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر ". وقال الصادق (ع): " الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله ". وقال (ع) " إن الله تبارك وتعالى ليحب الاغتراب في طلب الرزق ". (ع) وقال: " ليس منا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه ". وقال (ع): " لا تكسلوا في طلب معايشكم.
فإن آباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها ". وقال له (ع) رجل: " إنا لنطلب الدنيا ونحب أن نؤتاها، فقال: تحب أن تصنع بها ماذا؟ قال:
أعود بها على نفسي وعيالي، وأصل بها وأتصدق، وأحج واعتمر، فقال أبو عبد الله (ع): ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الآخرة ". وكان أبو عبد الله (ع): " ليس هذا طلب الدنيا، هذا طلب الآخرة ". وكان أبو الحسن (ع) يعمل في أرض قد استنقعت قدماه في العرق، فقيل له.
" جعلت فداك! أين الرجال؟ فقال: وقد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي، فقيل: ومن هو؟ فقال: رسول الله (ص) وأمير المؤمنين وآبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين ". وقد ورد بهذه المضامين أخبار كثيرة أخر مشهورة تذنيب لا بد للمؤمن من مكسب وقد ظهر من هذه الأخبار أن الراجح - بل اللازم - لكل مؤمن أن يكون له مكسب طيب يحصل منه ما يحتاج إليه من الرزق وغيره من المخارج المحمودة، وقد صرح بذلك في أخبار كثيرة أخر، قال أمير المؤمنين (ع):
" أوحى الله - عز وجل - إلى داود (ع): إنك نعم العبد لولا أنكم تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا، قال: فبكى داود أربعين صباحا، فأوحى الله - عز وجل - إلى الحديد أن لن لعبدي داود، فألان الله له الحديد، وكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمائة وستين درعا فباعها بثلاثمائة وستين ألفا، واستغنى عن بيت المال ". وقال الصادق عليه السلام " من أحبنا أهل البيت فليأخذ من الفقر جلبابا أو تجفافا "،