المضمون كثيرة.
وكذا ينبغي تخصيص كريم القوم بزيادة الاكرام، لقول النبي (ص):
" إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " (28).
وكذا تخصيص الذرية العلوية بزيادة الاكرام والتعظيم. قال رسول الله (ص): " حقت شفاعتي لمن أعان ذريتي بيده ولسانه وماله ". وقال (ص): " أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه " (29) وقال (ص): " أكرموا أولادي، وحسنوا آدابي ". وقال (ص): " أكرموا أولادي الصالحون لله والطالحون لي ". والأخبار في فضل السادات وثواب من يكرمهم ويعينهم أكثر من أن تحصى.
وإضرار المسلم قريب من معنى إيذائه، وربما كان الإضرار أخص منه فما يدل على ذمه يدل على ذمه، كقول النبي (ص): " خصلتان ليس فوقهما شئ من الشر: الشرك بالله تعالى، والضر بعباد الله ". وكذا ضده، أعني إيصال النفع إليه، قريب من معنى ضده وأخص منه. فما يدل على مدحه ولا ريب في أن إيصال النفع إلى المؤمنين من شرائف الصفات والأفعال.
والأخبار الواردة في فضيلته كثيرة، قال رسول الله (ص): " الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيته سرورا ".
وسئل (ص): " من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس " (30).
وقال رسول الله (ص): " خصلتان من الخير ليس فوقهما شئ من البر:
الإيمان بالله، والنفع لعباد الله ".
تنبيه ذم الظلم بالمعنى الأخص إعلم أن الظلم قد يراد به ما هو ضد العدالة، وهو التعدي عن الوسط في أي شئ كان، وهو جامع للرذائل بأسرها - كما أشير إليه -. وهذا