ولكن النتائج التي تمخضت عنها هذه الحرب، لا تتلاءم مع تلك العدة وذلك العدد، ولا مع الامتيازات التي كان يتمتع بها أحد الفريقين دون الاخر.
فقد كانت خسائر المشركين أضعاف خسائر المسلمين. إذ ما هو وجه النسبة بين ثمانية إلى أربعة عشر شهيدا من المسلمين، وبين سبعين قتيلا وسبعين أسيرا من المشركين؟! مع أن كل الامتيازات كانت في جانب هؤلاء على أولئك.
نعم ما هو السر، وما هو السبب يا ترى؟!..
والجواب: إن الله سبحانه قد قال في كتابه المجيد: ﴿إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم، ولتنازعتم في الامر، ولكن الله سلم، إنه عليم بذات الصدور. وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا، ويقللكم في أعينهم، ليقضي الله أمرا كان مفعولا﴾ (١).
وقال تعالى: ﴿وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم، قال: لا غالب لكم اليوم من الناس، وإني جار لكم﴾ (٢).
وقال: ﴿كما أخرجك ربك من بيتك بالحق، وإن فريقا من المؤمنين لكارهون﴾ (3).
وقال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ": " نصرت بالرعب، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " (4).