وانحرافه عن أمير المؤمنين " عليه السلام " (1).
ونحن وإن كنا نرى: أنها بكيفيتها المتقدمة لا ريب في بطلانها وافتعالها، إلا أننا لا نمانع في أن يكون لها أصل سليم عن كل ما قدمناه، ولا يتنافى مع روحية، وعصمة النبي (ص)، ووصيه، وبضعته الزهراء.
وذلك بأن يكون قد خطر له " عليه السلام " أن يخطب بنت أبي جهل لمصلحة رآها، فاستشار رسول الله (ص). فلم ير منه تشجيعا، فانصرف عن ذلك.
وقد ألمحت رواية إلى ذلك، فذكرت: أن عليا (ع) خطب ابنة أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام، فاستشار علي " عليه السلام " رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم "، فقال (ص): أعن حسبها تسألني؟
قال علي: قد أعلم ما حسبها، ولكن أتأمرني بها؟
قال: لا، فاطمة بضعة مني، ولا أحب أنها تحزن أو تجزع.
قال علي: " لا آتي شيئا تكرهه " (2).
ولكن الرواية قاصرة عن إفادة المعنى المقصود، لا سيما وأنها تشتمل على بعض التناقض في مضمونها، إذ لا معنى للخطبة، ثم الاستشارة، بل الاستشارة تكون قبل الخطبة، لا سيما بملاحظة قوله:
أتأمرني بها إلخ..
وأخيرا، فإن كلام ابن عباس الذي قدمناه في جوابه لعمر بن