وكذلك الحال بالنسبة لبني المغيرة، لماذا لا يردعهم سرا عن تزويجه؟! أم أنه فعل ذلك، فلم يرتدعوا إلا بهذه الطريقة؟!. وإذا كانوا لا يرتدعون، فلماذا يستأذنون؟!.
واعتذار العسقلاني عن ذلك بأنه (ص) أراد من خطبته على رؤوس الاشهاد: أن يشيع ذلك الحكم، ويأخذوا به على سبيل الايجاب، أو الأولوية (1).
لا يمكن قبوله، فقد كان يمكن أن يشيع هذا الحكم بالطرق الأخرى التي تشيع فيها سائر الأحكام، لا سيما وأنه ليس من الاحكام العامة التي يبتلي بها عامة المكلفين.
وأيضا، فإن ذلك لا يتناسب مع كلمات النبي القاسية على المنبر، ولا مع تعريضاته القوية المشعرة بأن عليا قد ارتكب أمرا عظيما... هذا مع العلم بأنه (ص) لم يكن من عادته أن يواجه أحدا بما يعاب به، فكيف يعلن به على المنبر.
حتى إنه (ص) لم يكن يقدح بشهود المدعي بصورة صريحة، بل هو يدعو المتحاكمين إلى الصلح (2).
بل إنه (ص) كان إذا بلغة عن أحد شيئا يكرهه لا يصرح باسمه، حتى ولو كان من جملة المنافقين، فحين بلغه قول زيد بن اللصيت، وهو من المنافقين، من أحبار اليهود: يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته. قال (ص) إن قائلا قال: يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء