وكان هذا الحكم لم يبلغ إلى علي (ع) حتى ذلك الوقت، فهو لا يستحق هذا التشهير القاسي.
وإن كان (ص) قد بلغه إياه، فلماذا يقدم علي الذي نصت آية التطهير على طهارته من كل رجس، على أمر محرم عليه، حتى يضطر النبي (ص) إلى اتخاذ هذا الموقف منه؟
ولماذا يعمد إلى إيذاء فاطمة، وهو يسمع قوله (ص): فاطمة بضعة مني يؤذيها ما يؤذيني؟!
وكيف نوجه بعد هذا قوله (ص): لولا أن الله خلق عليا، لم يكن لفاطمة كفؤ، آدم فمن دونه؟!
بل إن الله تعالى هو الذي اختار عليا لفاطمة، فكيف يختار لها من يؤذيها ويغمها؟! (1).
ثم ألم يكن لدى علي " عليه السلام " من الأدب والاحترام بمقدار ما كان لبني المغيرة، فيستأذنونه " صلى الله عليه وآله وسلم "، ولا يستأذنه علي " عليه السلام "؟!
ثم إننا لا ندري ما حقيقة إيمان، وجمال، ومزايا بنت أبي جهل - التي كانت من الطلقاء (2) - حتى جعلت عليا يقدم على خلق مشكلة بهذا الحجم له، ولبني المغيرة، وحتى للنبي (ص) نفسه.
ولماذا لم يكلم النبي (ص) عليا سرا، ويطلب منه صرف النظر عن هذا الامر؟!. أم أنه فعل ذلك، فرفض علي، حتى اضطر إلى فضحه، وتأليب الناس ضده بهذه الصورة؟! (3)