سمعة الخمر عند العرب -: أنه قيل لأبي بكر في مجمع من الصحابة: هل شربت الخمر في الجاهلية؟!
فقال أعوذ بالله، فقلت: ولم؟
قال: كنت أصون عرضي، واحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان متضيعا في عرضه ومروءته الخ (1).
وقال ابن الأثير: " وكان العباس بن مرادس ممن حرم الخمر في الجاهلية، فإنه قيل له: ألا تأخذ من الشراب، فإنه يزيد في قوتك، وجراءتك؟ فقال: لا أصبح سيد قومي، وأمسي سفيها، لا والله لا يدخل جوفي شئ يحول بيني وبين عقلي أبدا " (2).
ومن عرف حمزة، واطلع على سمو نفسه، وعزته، وأنفته، وسجاياه، فإنه يرى: أنه لا يقصر عن هؤلاء، ولا عن غيرهم ممن حرمها على نفسه، إن لم يكن يزيد عليهم في كثير من الخصال والسجايا، التي تجعله يربأ بنفسه عن أمر كهذا.
ولعل حشر حمزة، بل وحتى أمير المؤمنين " عليه السلام "، الذي ربي في حجر النبوة، ليس إلا من أولئك الحاقدين على الاسلام وحماته، ممن يهمهم الطعن في كرامة كل هاشمي، كما هو ظاهر سيرة الأمويين والزبيريين، وأذنابهم ومن يتزلف لهم، ولو بالكذب والدجل والافتراء.
ورابعا: إن الأقوال والروايات تكاد تكون متفقة على مخالفة رواية الشارفين المذكورة، لان رواية الشارفين تقول: إن تحريم الخمر كان حين زفاف فاطمة " عليها السلام ".