زكريا الساجي، عن يحيى بن معين، أنه قال: هذا حديث وضعته الزنادقة " (1).
ونقول:
أولا: إن الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله " إنما يستنكر رد ما علم أنه قوله وأمره، ولا يستنكر عرض الحديث المشتبه به على القرآن للتأكد من صدوره منه (ص).
وثانيا: لقد جاء هذا الحديث ليخبر عما سوف يكون حين وفاته " صلى الله عليه وآله وسلم " وقد تحقق مصداق ما أخبر عنه، وذلك حينما طلب (ص) أن يأتوه بكتف ودواة ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا، فقال عمر بن الخطاب: حسبنا كتاب الله. (2) وهذا يعني: أن عمر بن الخطاب يرى: أن القرآن أصل برأسه، وأنه غني عن السنة، وهذا لا يتلاءم مع ما يدعيه هؤلاء.
وثالثا: إننا لا ندري كيف نعمل مع هؤلاء،، فهذا أبو بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية وغيرهم من خلفاء الأمويين، وقريش بصورة عامة لا يرغبون في كتابة الحديث ولا في روايته عن رسول الله (ص)، بل إنهم يمنعون من ذلك أشد المنع، ويعاقبون من خالف ذلك، ثم ويجمعون ما كتبه الصحابة عنه (ص) ويحرقونه.