بحوث حكمية ومسائل فلسفية البحث الأول حول الجبر والتفويض قيل: في هذه الآية أدل دليل وأوضح سبيل على أن الله سبحانه، خالق الهدى والضلال والكفر والإيمان.
فاعتبروا أيها السامعون وتعجبوا أيها المتفكرون من عقول القدرية القائلين بخلق إيمانهم وهداهم، فإن الختم هو الطبع، فمن أين لهم الإيمان ولو جهدوا وقد طبع على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة؟! فمتى يهتدون؟! أو من يهديهم من بعد الله إذا أضلهم وأصمهم وأعمى أبصارهم؟!
* (ومن يضلل الله فما له من هاد) * وكان فعل الله ذلك حقا وعدلا لا ظلما وجورا، فإنما نفعهم ما كان له أن يتفضل به عليهم لا ما وجب لهم (1).
أقول: يا أيها العوام ويا أيها المبتدئون العارفون باللغة تعجبوا