الوجه الثاني حول إتيان " قيل " مجهولا في الإتيان بصيغة المجهول، إشارة أحيانا إلى أن القضية ليست إلا فرضية، وإيماء إلى سوء حالهم، وخاصة المنافقين، من غير لزوم وقوع هذه القضية خارجا، فما اختلفوا فيه اختلافا كثيرا - من البحث والفحص عن الفاعل القائل - من الغفلة والذهول، وقد تعرض الفخر وأتباعه لهذا الخلاف، فقال بعضهم: القائل هو الله تعالى، وقيل: هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: بعض المؤمنين، وربما يحتمل كونه بعض جماعة المنافقين، الغير المغرضين ولا الطامعين أو غير ذلك (1).
ويمكن أن يقال: إن الخلاف المذكور في محله لأن الآية في حكم الإخبار عن الواقعة الخارجية، ويكون الفعل الماضي دالا على أن القول المزبور تحقق سابقا، كما أيدناه ببعض الجهات الأخر في إعراب الآية، إلا أن الأقرب - كما يأتي - كونها جملة شرطية، ويكون الفعل الماضي هنا منسلخا عن الماضوية، كما هو كذلك في كثير من القضايا الشرطية.
ثم إنه على كل حال لا دليل على القائل الخاص ولا معين له، ومن الممكن أن يقال: بان الظاهر من هذه الآيات ومورد نزولها عدم اطلاع