المسألة الثالثة حول كلمة " قبل " عن " الصحاح ": " قبل " نقيض " بعد " (1)، قال الله تعالى: * (لله الامر من قبل ومن بعد) * (2)، وعن " المحكم ": قبل عقيب بعد تأمل (3).
ويستظهر من أهله: أن كلمة " قبل " ليست موضوعة للزمان السابق على التكلم وحال الكلام، بل هو لمعنى إضافي، فيصح أن يقال: ظهور الحجة - عجل الله تعالى فرجه - قبل القيامة، ومن الممكن دعوى: أنه من التوسع، والأمر سهل.
ثم إنه يستعمل في التقدم المتصل والمنفصل، كما في " المفردات "، وقيل: باختصاصه بالمتصل، ويضاده الدبر (4).
والأقوى هو الأول. نعم لا يبعد انصرافه عند الإطلاق إلى الأزمنة القريبة، فإذا قيل: كان فلان قبلك في داري، فهو منصرف إلى المتصل أو المنفصل القريب، فلا يكون من المجاز قوله تعالى: * (وما أنزل من قبلك) *، لأن الموضوع له أعم، وهو يأتي ظرف زمان ومكان، ويستعمل في