المسألة الثانية في كيفية النزول وإنزال الكتب والوحي وقد تعرض له صدر المتألهين بما لا يرجع عندنا إلى محصل (1)، ونحن - بحمد الله وله الشكر - نوافي حقه في المناسبات الآتية - إن شاء الله تعالى - لأن الآية ليست في مقام بيانه، وقد أحطت خبرا بأن ديدننا على الاختصار بحدود ما تدل عليه الآية بإحدى الدلالات الوضعية، وإلا لخرج الكتاب عن إمكان أن يتحمله الأنام والأنعام، وليعذرني إخواني الصالحون عن إفادة المطالب والمسائل على وجه الإشارة والإيماء، كما نعتذر منهم إن حصل التكرار أحيانا، لما في تكرارنا من التجلي إن شاء الله وبعونه تعالى.
المسألة الثالثة اختلفوا في كيفية اتصافه تعالى بصفة الكلام فاستدلت المعتزلة بهذه الآية وجميع الآيات المشابهة لها، على حدوث الكلام، فقوله: * (يؤمنون بما أنزل إليك) * دليل حدوث القرآن،