بعض البحوث الفلسفية البحث الأول حول استناد الجزاف إليه تعالى اعلم: أن هذه الآية تومئ وتشعر بأن الجزاف ليس مستندا إليه تعالى، وأن العالم بأجمعه - المتشكل من سلاسل العلل والمعاليل - كله مبني على الاستعدادات الخاصة والقوى والحركات الغريزية والطبيعية، وأنه تعالى لا يخص أحدا بخاصة وبإرادة مخصوصة، ولا قومية بينه تعالى وبين خلقه، وإن حصلت القومية فهي من اجتهاد الكملين المتكفلين لها المتوجهين إليه تعالى بأنحائه، وذلك لأنه تعالى كما فيما مر من قوله: * (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) * يقول هنا أيضا: * (ويمدهم في طغيانهم يعمهون) * فيستند الطغيان إليهم أولا وبالحقيقة، وإذا طغوا باختيار سوء الأمر فيتحركون نحو الشقاوة حسب استعدادهم المتحصل بسوء فعالهم ولا معنى لمده تعالى إلا بأنه تعالى
(٥٤١)